أن أجمل ما في الشطرنج أنه يتطور
أن الشطرنج ذلك العالم الرائع الذي نزداد جهلاً به كلما ازددنا معرفة له والذي ينتزعنا إثناء ممارسته من أرضنا الإنسانية ويحتجزنا في عالم محصور داخل أربعة وستين مربعاً وما أن ننسجم في اللعب حتى يصبح زمان الدسست ( الدور ) عمرنا الحقيقي وتستغرق به وظاهرة الاستغراق هذه قديمة قدم الشطرنج نفسه فقد رويي أن أحد المغرمين بهذه اللعبة كان اذا لعب بها برك على الأرض واتكأ على ذراعيه كالنائم فيجيء أحدهم من ورائه فيجيء على ظهره عدة اوسده فلا يشعر بها فاذا انقض الدست أحس بذلك منهم عن ظهره شتمهم وذلك عالم الشطرنج الذي قال عنه (فيشر) الامريكي بطل العالم /1972-1975/ الذي قال أن الشطرنج هو الحياة رداً على (سباسكي ) بطل العالم /1969-1972/ الذي قال أن الشطرنج شبيه بالحياة
وهناك بين الحياة والشطرنج حيث يقال أن الحياة دست شطرنج طويل
لقد شبه المسرحي الفرنسي الشهير (أرابال ) الشطرنج بالمسرح
ان الحقيقة الجوهرية للشطرنج هي أنه عدد الإمكانيات المختلفة يمكن أن يصل الى أرقام خيالية
أن تنشأ عنها علاقات ثابتة يمكن أن تصاغ رياضياً ويكون لها سمة امكانية التنبؤ لكن علم الشطرنج ليس كذلك لان عدد الامكانيات المختلفة يمكن ان يصل الى ارقام خيالية وهكذا وللدلالة على ذلك ان علم الافتتاحيات هو عالم فسيح رحب وبحر عميق التفرعيات نلاحظ ان بدايات الابيض تشكل /20/ عشرين احتمالاً وردود والاسود عليها /20/ عشرون نقلة ايضاً من النقلة الاولى والثانية نلاحظ ان هناك /400/اربعمائة افتتاح كل واحد يختلف عن الاخر واذا فحصنا النقلة الثالثة هو /300000/ ثلاثمائة الف رد
والنقلة الرابعة تكون ما لا يقل عن /30,000,000/ثلاثون مليون رداً
وهكذا مما يسمح لنا بالاعتقاد جازمين انه منذ اختراع الشطرنج وحتى اليوم لم يتفق دورين لعبا بالتماثل تماماً من البداية للنهاية ولن يتفق ذلك ابداً