الشطرنج في عصر المامون

(( أعجزتني اثنان وثلاثون قطعة شطرنج مع أنه لا يعجز عني شيء في الشرق والغرب ))
لقد قالها المأمون بن هارون الرشيد وهو يتابع مباراة شطرنجية بقصره حيث ازدهرت لعبة الشطرنج في ذاك العصر وأصبحت تمارس من كل فئات الشعب وكان اللاعبون يصنفون حسب كفاءتهم الى خمس درجات :
الأولى تسمى العليا واذا التقى لاعب من الدرجة الأولى مع لاعب من الدرجة الثانية يعطي الامتياز للثاني بإعطائه بيدق أو قطعة
وإذا التقى لاعب من الدرجة العليا مع لاعب من الدرجة الثانية يعطيه الوزير أو قطعتين
وكان من المتعارف عليه
إذا لاعب من الدرجة العليا لعب مع امرأة يعطيها قطعتين ولقد قالت شهرزاد: في كتاب الف ليلة وليلة كانت توجد امرأة اسمها تفادو بعد ان اهتمت في كثير من الاشياء ودرست الطب والفلك اهتمت بالشطرنج وبرعت فيه لدرجة أنها تحدت أستاذ من الدرجة العليا بالطريقة التالية
قالت له سآخذ منك الوزير والقلعة اليمنى والفرس الأيسر فإذا فزت عليك سوف انزع ملابسك كلها وإذا انتصرت علي سوف انزع ملابسي كلها وقبل الأستاذ شرط المباراة
التي انتهت بهزيمته فنزعت له تفادو ملابسه كلها وأقسم أن لا يقرب من الشطرنج ما دمت تفادو تسكن في مدينته أما قوانين هذه اللعبة في ذلك العصر
كانت مختلفة نسبياً عن القوانين الحالية كان الملك لا يتحرك الا في اتجاه مائل ومربع واحد لاغير أما الفيل فلا يتحرك الا مربعين فقط وبشكل مائل
والبيدق يتحرك مربع واحد والتثبيت لم يكن موجوداً في حين كان الوزير والقلعة والفرس يتحركون بنفس الطريقة الحالية أم الانتصار كان في حالة موت الملك أو الكش المستمر